quraan-sunnah

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كتاب والسنة منتدي الكتاب والسنه تحت اشراف الشيخ /شريف أبو إيمان

منتدى أبو إيمان https://quraan-sunnah.yoo7.com/

    ***حلاوة القرآن***

    غدا القى الاحبه
    غدا القى الاحبه


    عدد المساهمات : 27
    تاريخ التسجيل : 12/07/2009
    العمر : 77

    ***حلاوة القرآن*** Empty ***حلاوة القرآن***

    مُساهمة من طرف غدا القى الاحبه الأحد يوليو 12, 2009 6:19 pm

    كيف نجد في القلب رقة عند تلاوة القرآن
    الحمد لله خالق الأكوان ، الرحيم الرحمن ،علم القرآن ، خلق الإنسان، علمه البيان .،
    عالج قلوب العباد بالقرآن ورفع قارئه في درجات الجنان.
    رحمة للأمم أجمعين وسبيلا لعلاج قلوب الغافلين، فقوَّم به بعد الاعوجاج ، وهدي من بعد الضلال.
    ولقد جعل الله لقراءته منزلة عظيمة ، وبين نبينا صلى الله عليه وسلم فضل ذلك في أحاديثه الكريمة، أحاول أن أقطف منها زهرة فعن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن
    الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ
    القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن
    مثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر ) متفق عليه


    وحسبي أن قارئ هذه الأسطر من النوع الأول قد حقق أصل الإيمان ،
    وما قصد بقراءته إلا وجه الرحيم الرحمن .
    ولكن كم من سائل قد سأل : إني أقرأ القرآن ولا أجد له حلاوة ،
    ولا زلت أجد في القلب قسوة وبداوة، ويعلوه ظلمة وتحيطه غشاوة.


    أقول : أخي -رحمني الله وإياك- هذه شكوى كثير ، والعلاج يسير
    بتوفيق المنان ، ومعا نبدأ الخطوة الأولى نحو العلاج فأقول


    إن أردت أن تجد في القلب -عند تلاوة القرآن- رقة فحاول أن تخيم عليه بالحزن
    والخوف من الله ، ولا يستخفنك حسن الصوت ، واستحضر معاني الآيات في قلبك
    وابك عند تلاوتها
    فيا من تشكو قسوة : ابك عند قراءة كلام ربك ، فإن في كلماته رقة وتأثيرا عظيماً ،
    فكم من آية تتحدث عن العذاب ، وكم من آية تتوعد العصاة بشديد العقاب.


    كم من آية تتحدث عن جلال الله ، كم من آية سبحت بك في ملكوت السماوات
    والأرض ، وبينت أن ربك وسع كرسيُّه السماوات والأرض.


    استحضر بقلبك مصيرك ، وتدبر ما في الآيات من عبرة ؛ لتسيل من عينيك العبرة
    ، فتحطم صخورا قد علت فوق قلبك ، فحجبت عنه نور ربك ، ولنا في سلفنا أسوة ، فانظر إليهم بعين الاقتداء :


    فعن أبي صالح قال: قدم ناس من أهل اليمن على أبي بكر الصديق رضي الله عنه
    فجعلوا يقرؤون القرآن ويبكون . فقال أبو بكر : هكذا كنا حتى قست القلوب.


    وهذا أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه صلى بالناس ذات ليلة
    فقرأ سورة (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) (الليل:1) فلما بلغ (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى)
    (الليل:14) خنقته العبرة ، فلم يستطع أن ينفذها ، فرجع حتى إذا بلغها
    خنقته العبرة فلم يستطع أن ينفذها فقرأ سورة غيرها .


    وكن -يا صاحب الشكوى- مع الآيات متفاعلا، فمع آيات العذاب خوفا ،
    ومع آيات الرحمة طلبا ورجاء


    فعن حذيفة بن اليمان : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مر بآية رحمة
    سأل ، وإذا مر بآية فيها عذاب تعوذ ) هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم وقد غفر له
    ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فكيف بنا نحن .


    واعلم أن البكاء من شيم الأنبياء والصالحين ولا سيما عند تلاوة كلام رب العالمين قال تعالى:
    (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ
    يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً) (الاسراء:107)


    وقال تعالى : (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا
    مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ
    آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) (مريم:58)


    فعلاج قلبك أن تتدبر الآيات تدبرا حكيما حتى تبكي فيرق قلبك .
    ولقائل أن يقول : إنني أقرأ ولا أستطيع بكاءا ، وأجد من ذلك عناءا ،
    فأقول -
    إن كل طريق يحتاج إلى مجاهدة حتى تصل إلى ماتريد ولقد قال العزيز الحميد:
    (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
    فإن كنت لاتستطيع بكاءا فتباكى ، أي حاول ولا تيأس ، بصدق نية وحسن توكل
    على الله ، ولا تفهم من قولي أن تتصنع ما ليس فيك فتقع في شر وخيم من
    رياء وحب محمدة ، فهذا قطعا غير مقصود ، وإنما أن تدرب نفسك في خلواتك
    على استحضار المعاني والبكاء عليها ، وأبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم :
    ( إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم)رواه الطبراني وغيره وهو ضعيف..


    فهذه المحاولات الصادقة في خشوعك أثناء القراءة ستؤتي ثمارها ولو بعد حين .


    أما أدوات المحاولة الصادقة :


    أن تُشرك القلب والعقل مع اللسان عند التلاوة ، بعدها ستجد للقرآن حلاوة.


    قال الغزالي في الإحياء:
    ( وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه العقل واللسان والقلب .
    فحظ اللسان : تصحيح الأخطاء بالترتيل. وحظ العقل : تفسير المعاني .
    وحظ القلب: الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار ، فاللسان يرتل ،
    والعقل يترجم ، والقلب يتعظ .)


    هذه خطوة على طريق علاج قلبك بالقرآن ، وإنني أسأل الله الرحيم الرحمن أن
    يوجد في قلبي وقلوبكم رقة وخشية ، وأن يجعلنا من أهله وخاصته

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 8:49 am